miércoles, 25 de marzo de 2009

العربية في سبته بين الهواجس والحقوق


العربية في سبته بين الهواجس والحقوق
من المعروف والبديهي أن حوالي نصف سكان سبتة المتنازع عليها بين اسبانيا والمغرب هم من أصول مغربية وبالتالي فان العربية كلغة والاسلام كدين هي السائدة بين هؤلاء السكان وان كانت العربية المتداولة بين العموم هي لهجة كباقي أصقاع العالم العربي مشتقة من العربية وتسمى بالدارجة وهي تشمل المغرب متدرجة ومتغيرة بين مكان وآخر باستثناء الأمازيغية وغيرها من لغات تشكل فارقا عن العربية من ناحية الاشتقاق والمصدر المدهش أن المدينة حسب التعريف الرسمي الاسباني تعتبر مدينة سبته تماما كما هو الحال في مليلية ذات الوضع المشابه مدينة ذات ادارة محلية ذاتية ولاتنتمي لأية مقاطعة اسبانية مجاورة كمقاطعة الاندلس المجاورة وبالتالي فان الادارة المحلية والسكانية تشكل كيانا منفصلا عن غيره من التقسيمات الادارية الاسبانية كما لو كانت مقاطعة مستقلة بذاتها وعليه فان التقسيمة السكانية بالمناصفة بين المسلمين من أصول مغربية والمسيحيين من أصول اسبانية أوربية هي تشكيلة تفرض واقعا وحقوقا لايمكن تجاوزها أو تجاهلها من الملفت للنظر أن الطرقات السريعة في اسبانيا والتي يسلكها المهاجرون المغاربة والجزائريون للوصول الى موانئ الانطلاق الى بلادهم أثناء العطل تحوي جميعها لافتات توجيهية وارشادية باللغة العربية للمهاجرين حتى مدينة سبته والتي تخلو وبشكل متعمد من أية لافتة أو اشارة بالعربية لتوجيه العابرين باتجاه المغرب مكان الحدود وهي مسافة لاتتجاوز الكيلومترين بين ميناء سبته وحدود باب سبته المدخل البري للمملكة المغربية والمخرج الوحيد البري للمدينة من المؤسف أنه بينما تمنع اللغة العربية وهي حق مشروع لسكان المدينة من أصول عربية فانها تمارس -أي الفصحى- في المساجد للتعبد وفي بعض المدارس القرآنية بينما يتم منعها في النواحي الأخرى حتى الحدود البرية للمدينة ومن تلك الحدود اي باب سبتة وحتى الجزيرة العربية تستعمل العربية بطلاقة وبشكل رسمي وهو امتداد العالم العربي من غربه الى شرقه يعني ملايينا من الكيلومترات المربعة يسمح فيها باستخدام اللغة العربية الفصحى بينما تمنع في مدينة لاتتجاوز مساحتها ال 12 كيلومتر مربع وعرض لايتجاوز ال 2 كم حتى تمثال الرحالة والمفكر الكبير الشريف الادريسي وهو من مواليد مدينة سبته وضع تمثاله تحت أحد الجسور محاولة لطمس معالمه وهويته وكأنه عار يحاولون التملص منه بينما وضعت التماثيل الأخرى للاسبان في مناطق مركزية وواضحة للعيان هي حقيقة مؤسفة ايضا ان عرفنا أن مناطقا ومدنا بأسرها في اسبانيا تتكلم لغات أخرى مصرح بها رسميا كلغة أهل كاتالونيا وبلاد الباسك وغاليثيا لعل الملاحظ في هذه الظاهرة الغريبة أمران 1-التجاهل المتعمد من قبل الادارة المحلية للمدينة تجاه اللغة العربية ظنا بأن السماح بها رسميا سيعني غزوا ثقافيا يضاف للغزو السكاني والتكاثر السكاني الأعلى بين المسلمين من المسيحيين في سبته مماسيشكل غالبية بدأت مظاهرها بالظهور ونتيجة جهل في ادارة المدينة مقارنة بالادارة الانكليزية لجبل طارق مثلا فالانكليز من حيث الادارة أكثر واقعية ولايعتبرون العامل اللغوي والثقافي كعامل تهديد ومايعنيهم هو تطوير البلاد التي يسيطرون عليها وهذا مايبرهنه الازدهار الاقتصادي في جبل طارق مقارنة بمدينة سبته حيث تعيش الادارة المحلية هواجسا لامعنى لها أعاقت النمو الثقافي والعلمي والتجاري في المدينة بشكل ملحوظ حتى محاولات جذب المغاربة للتسوق في سبته لم تأخذ بعين الاعتبار أبدا اللغة العربية للاشهار بأي حال في المدينة بحيث يحاولون جذب المال المغربي دون الاعتراف بلغة الزوار والزبائن المفترضين هي مهزلة يلخصها أحد سياسيي اتحاد اليسار السابقين بتعريفه للعقلية السياسية المتبعة من قبل الادارة المحلية اليمينية بالآتي أ-سياسيون بدون مؤهلات ويعني بها التعليم والثقافة المطلوبة كحد أدنى للحكم ب- عقلية عنصرية التوجه والتنفيذ ج- عقلية ترجع الى نهايات عصر الديكتاتور السابق فرانكو المطبقة في الأرياف والبوادي 2- نقص الأهلية والتوعية لدى السياسيين المحليين من المسلمين لأسباب عدة منها هي كونهم أقلية ضمن غالبية يمينية مسيحية وعدم الوعي المطلوب تجاه الحقوق الاساسية للمواطن الاسباني من أصول مغربية والذي يؤخر عملية تكثيف الجهود بشكل جدي للمطالبة بتطبيق العربية كلغة رسمية اضافة للاسبانية في المدينة كحق شرعي لاجدال فيه ناهيك عن التردد الرسمي المغربي حينا والتجاهل أحيانا لهذا الحق الشرعي ولعل من مفارقات القدر أن اسرائيل العدو الرسمي للعرب في قضيتهم الفلسطينية تعترف بالعربية الفصحى وبشكل رسمي للتداول فيها الى جانب العبرية بينما تمنعها سلطات مدينة وان كانت متنازعا عليها الى جانب مليلية لكنها لاترقى الى نفس مستوى المواجهات والتوترات العربية الاسرائيلية لقد تقدم حزب السلام سابقا بطلبين لاقامة مركز ثقافي عربي واسلامي في المدينة تحفيزا لروح التعايش والتفاهم بين المواطنين الاسبان من أصول مغربية مسلمة وأصول اسبانية مسيحية لكن دون جدوى وهذا يثبت الهواجس الغير منطقية للادارة المحلية والتي نعتقد أنها تسير في نهج عنصري متعمد عبر خلق مخاوف أدت الى انهيار البلد الاقتصادي الملحوظ والذي سيتفاقم بعد دخول ميناء طنجة المتوسطي نطاق الخدمة الكامل ورفع الحواجز الجمركية حسب الاتفاقيات الدولية الظاهر أن الأداء الاسباني في المدينة مازال يرفض الاعتراف بأخطاء تاريخية كما حصل في جنوب أمريكا مثلا مقارنة بالأداء البريطاني في مستعمراتها الأمريكية بل وحتى مقارنة مدينة مثل سبته من الناحية الادارية والنتائج الاقتصادية مع جبل طارق المدارة من قبل الانكليز يظهر الهوة الكبيرة بين الادارة السلبية الاسبانية المعتمدة على المعونات الحكومية حيث يشكل الموظفون الحكوميون حوالي نصف القوة العاملة في المدينة بينما تعتمد الادارة الانكليزية على تحفيز الاقتصاد الحر والمنافسة بعيدا عن مخاوف لاأساس لها أعاقت وتعيق تقدم المدينة وتطورها د مرادآغا حزب السلام اسبانيا

No hay comentarios:

Publicar un comentario